مجلد 14 عدد 26 (2023): فِي التَّسْلِيمِ لِمدِيْنَةِ الْعِلْمِ وَأبْوَابِها في جماليات خطاب النبي وآله (صلوات الله وسلامه عليهم)

					معاينة مجلد 14 عدد 26 (2023): فِي التَّسْلِيمِ لِمدِيْنَةِ الْعِلْمِ وَأبْوَابِها في جماليات خطاب النبي وآله (صلوات الله وسلامه عليهم)

"تَسْلِيْمُ" تميّزٌ ورِيادةٌ
لمصداق ذلك رؤيتان ووجهتان:
أولاهما: إنّ المجلَّة حقّقت تميّزَها ، وفي ذلك –أيضًا- أمران: أولهما أنّها انتقتْ موضُوعاتٍ ذات أثرٍ، وثانيهما أنّها استقطبت أقلامَا مميزةَ، سواء أكانت ممّن ذاع صيتها، وعرفها المشهدُ الثقافيُ، أم ممّن خط يراعها نتاجًا كَنِتَاجِ الكبار، وهي ترقى سلالمَ الشهرة بتفاوتٍ في الدرجات، وقد بدا مشهد تسليم، وتحت هذه الميزة، تتلألأ فيه أسماءٌ عِراقيَّةٌ وعربيَّةٌ، تجعلُ القارئَ معجبًّا بصنيعها ومِيزتها ونسيجها.
وعَودًا لثانيَ اثنين، تَيْنِك الرؤيتين والوجهتين: إنّ الريادةَ إنَّما وُسِمت بها لأنَّه سُجّلَ لموضوعاتها أنَّها تأسيسية فضلًا عن أنّها أعادت الثقةَ للقُرّاءِ في جمعها للحسنيين معًا: التأسيس والتنوّع
فأمّا التأسيس؛ ففي طَرْقِهَا أبوابًا جديدةً، أو تناولها موضوعات من زوايا تحت الظِّلِّ، وفي طرائق التحليل والاستنتاج....
وأمَّا التنوّع؛ ففي أبوابِها، وفي أجناسٍ خاضت غمارَها، نوّعت النظر فيها، فبدت مثل فسيفساءَ منسجمةٍ من تخصّصات الأدبِ واللُّغةِ والنحوِ والصرفِ والمعجمِ، والبلاغةِ والنقدِ والدراساتِ القرآنيَّة، والحديثيَّة، وسواها..
ومن التنوّع الذي لا شكَّ أنَّ القارئَ سيجد مصاديقَه في غُضُونِ (تسليم) أنَّها لم تُضيّق على نفسِها ولم تَقْسِرْ باحثيها علي تبني أدواتٍ بعينِها، أو مهاراتٍ بعينِها، أو إجراءاتٍ بعينها في تحليلهم للعمل الأدبيّ وتفسيرِه وبيانِ جمالياتِه ومواطنِ قوّتِهِ وضعفِهِ، بل جعلت ذلك حرًّا ؛ فتعدّدت القراءاتُ بحسب قُرّائها، بل بحسب عدد القراءات أحيانًا، وكذلك اختلفت باختلاف النُقّادِ، وتباينتْ بتباينِ المناهجِ النقديَّة التي رحّبت (تسليم) بها كلّها على حدٍّ سواء ما دامت غايته الحقيقة...
وطالما أتيحَ للقارئ رصدَ ذلك التنوّع، وتوظيفَ مناهجَ عدّةٍ وأساليبَ متنوّعةٍ، وطالما لاحظ أنَّ باحثًا اهتمَّ بدراسة نتاج من وجهة نظر، وآخر من وجهة نظر أخرى، وهكذا مستثمرين منهجيات خطاب النقد العربيّ سواء كانت ذات طابعٍ سِياقيّ أم كانت ذات طابع ٍنَسَقِيِّ، أم غير ذاك، وتنوّعت مقارباتُ التراث العربيّ على مستوى الرؤيا المعرفيَّة والأدوات الإجرائيَّة.
وهكذا لاحظنا أنَّ ثمَّة طرقًا سلكها باحثو تسليم في قراءاتهم الأعمالَ الأدبيَّة، من أجل الوصول إلى استكناه دلالاتها وبنياتها الجماليّة والشكليّة.
وإذا كانت تسليم قد عرّفت نفسَها، وعرّفت بها، معتزّة بأصالتِها، معربة عن نهجها وتنوّعها، فإنَّها إنَّما تريد أن ترسم لقارئها، ولباحثيها أُفُقًا لاحبًا لحريّة المبتنيات النقديَّة، وسلاسة التعبير عنها، ما دام ذلك يوصل إلى قراءة فاعلة وفعّالة تخدم الإنسان أنَّى كان، وأينَ.

منشور: 2023-06-30

إصدار كامل

Articles