الاهداف ونطاق البحث | ||
ارسال البحث | ||
تحميل نموذج بحث | ||
اخلاقيات النشر | ||
هيئة التحرير |
المحفوظات
-
الخِطَابُ النَّبَوِيُّ وَامْتِدَادَاتُه قِرَاءَاتٌ فِِيْ دَلََالََاتِ الخِطَابِ وَبَلََاغَاتِهِ
مجلد 19 عدد 31 (2024)الفرادة" سبيلًا معرفيًّا
هي مغنم الطامحين إلى الثبات، ومنهل السائرين نحو الحقيقة؛ كونها تعدُّ مجالًا حيويًّا للكتابة الإبداعيَّة، فهي وليدة التغيير والتجديد حتَّى شهد مسارها إدراك الغاية لما حظيت بالأوفر المعرفيّ، ولما كُتب لها من السبق والريادة، وهذا مسعى بذلت له مجلَّة "تسليم" الوقت وقصدت لأجله السبل وحثّت له الجهود لبلوغ هذا المطمح العلميّ المشروع، فلم تكتفِ بمشاركتها العلميَّة العربيَّة إنَّما ابتغت سبيل الطامحين نحو انتخاب الأبحاث العلميَّة العربيَّة الرصينة التي تحمل أثرها العلميَّ من أسماء شهدت لها الأوساط الثقافيَّة والأكاديميَّة بالحضور والتميّز، بل تجلَّى مسعى المجلَّة إلى تنفيذ هذا المشروع العلميّ بإتقانٍ ودقَّةٍ وبحثٍ جادٍّ ومتابعةٍ دؤوبة تؤول نتائجها إلى الأثر الشاخص والظفر العلميّ، ولعلَّ ذلك مطلوبٌ في البحث الأكاديميّ العلميّ؛ فالفرادة تعني حيازة الأثر عبر قراءة عميقة وكتابة لا تشوبها شائبة ولا تختلط مع غيرها من المقولات والنصوص؛ بل تتمايز بمفرداتها وتعبيراتها ودلالاتها؛ لذلك تكمن أهمِّيَّتها بما جادت به من تمتين الجوهر اتِّساقًا، وتوطيد السياق انسجامًا حتَّى غدا توثيق الصلة –بينهما- مهمًّا لتمتدَّ هذه الوثاقة نحو إبراز معاني قِيميَّة ضمن منظومة علميَّة وفكريَّة وإنسانيَّة وأخلاقيَّة، ولذا تُشَكِّل تلك المقاصد –بمجموعها- أصل موضوعات المجلَّة ومتنها، وهي تسعى إلى توطيد صلة المرء بوعيه الإنسانيّ والدينيّ والمعرفيّ والفكريّ بما ينحو به نحو برِّ الأمان وقصد سبيل النجاة من واقعٍ يعمل على تضليل الجوهر وتهميشه وإبراز غيره بنحوٍ لافت. وممّا يجدر التنويه به أنَّ مجلَّة "تسليم" تمضي أبحاثها بثقة الانتقاء العلميّ المقصود وتنماز بدقَّة الاختيار الهادف عبر كفاية متوّجة بالحضور الأمثل نحو قصدٍ راسخ مشدود إلى أصول جذورها نحو عالم التواصل المعرفيّ بما يضمن تمايزها بمتباينات علميَّة وفكريَّة ذات إنباتات متعدّدة في صيغ مؤثّرة تقترب من جوهرها نحو استنتاج مدهش . لهذا تُعدّ "الفرادة" مسعى مجلَّتنا الدائم نحو فرادة الانتقاء والاختيار والتثبُّت العلميّ بما تضمّنته محاورها من تنوّع بين دراسات قرآنيَّة وعن الرسول الكريم (صلَّى الله عليه وآله الطاهرين) وعن الفكر العلويّ ودراسات أدبيَّة لغويَّة لسانيَّة وبلاغيَّة نقديَّة لتنهج سبيل الفكر من منبعه القرآن الكريم والرسول (صلَّى الله عليه وآله الطاهرين) وأهل البيت عليهم السلام ومرورًا بمن استقى من هذه المناهل العذبة لتغدو " تسليم" –بهذا الجمع-منبرًا ثقافيًّا وأكاديميًّا حرًّا ومتميزًا؛ إذ إنَّها ترسّخ القيم المعرفيَّة، وتنشد الوحدة والتلاحم عبر فسح المجال للأقلام العربيَّة على تعدّد مشاربهم الفكريَّة للمشاركة بما يليق بحضورهم العلميّ.
-
فِي التَّسْلِيمِ لِمدِيْنَةِ الْعِلْمِ وَأبْوَابِها في جماليات خطاب النبي وآله (صلوات الله وسلامه عليهم)
مجلد 14 عدد 26 (2023)"تَسْلِيْمُ" تميّزٌ ورِيادةٌ
لمصداق ذلك رؤيتان ووجهتان:
أولاهما: إنّ المجلَّة حقّقت تميّزَها ، وفي ذلك –أيضًا- أمران: أولهما أنّها انتقتْ موضُوعاتٍ ذات أثرٍ، وثانيهما أنّها استقطبت أقلامَا مميزةَ، سواء أكانت ممّن ذاع صيتها، وعرفها المشهدُ الثقافيُ، أم ممّن خط يراعها نتاجًا كَنِتَاجِ الكبار، وهي ترقى سلالمَ الشهرة بتفاوتٍ في الدرجات، وقد بدا مشهد تسليم، وتحت هذه الميزة، تتلألأ فيه أسماءٌ عِراقيَّةٌ وعربيَّةٌ، تجعلُ القارئَ معجبًّا بصنيعها ومِيزتها ونسيجها.
وعَودًا لثانيَ اثنين، تَيْنِك الرؤيتين والوجهتين: إنّ الريادةَ إنَّما وُسِمت بها لأنَّه سُجّلَ لموضوعاتها أنَّها تأسيسية فضلًا عن أنّها أعادت الثقةَ للقُرّاءِ في جمعها للحسنيين معًا: التأسيس والتنوّع
فأمّا التأسيس؛ ففي طَرْقِهَا أبوابًا جديدةً، أو تناولها موضوعات من زوايا تحت الظِّلِّ، وفي طرائق التحليل والاستنتاج....
وأمَّا التنوّع؛ ففي أبوابِها، وفي أجناسٍ خاضت غمارَها، نوّعت النظر فيها، فبدت مثل فسيفساءَ منسجمةٍ من تخصّصات الأدبِ واللُّغةِ والنحوِ والصرفِ والمعجمِ، والبلاغةِ والنقدِ والدراساتِ القرآنيَّة، والحديثيَّة، وسواها..
ومن التنوّع الذي لا شكَّ أنَّ القارئَ سيجد مصاديقَه في غُضُونِ (تسليم) أنَّها لم تُضيّق على نفسِها ولم تَقْسِرْ باحثيها علي تبني أدواتٍ بعينِها، أو مهاراتٍ بعينِها، أو إجراءاتٍ بعينها في تحليلهم للعمل الأدبيّ وتفسيرِه وبيانِ جمالياتِه ومواطنِ قوّتِهِ وضعفِهِ، بل جعلت ذلك حرًّا ؛ فتعدّدت القراءاتُ بحسب قُرّائها، بل بحسب عدد القراءات أحيانًا، وكذلك اختلفت باختلاف النُقّادِ، وتباينتْ بتباينِ المناهجِ النقديَّة التي رحّبت (تسليم) بها كلّها على حدٍّ سواء ما دامت غايته الحقيقة...
وطالما أتيحَ للقارئ رصدَ ذلك التنوّع، وتوظيفَ مناهجَ عدّةٍ وأساليبَ متنوّعةٍ، وطالما لاحظ أنَّ باحثًا اهتمَّ بدراسة نتاج من وجهة نظر، وآخر من وجهة نظر أخرى، وهكذا مستثمرين منهجيات خطاب النقد العربيّ سواء كانت ذات طابعٍ سِياقيّ أم كانت ذات طابع ٍنَسَقِيِّ، أم غير ذاك، وتنوّعت مقارباتُ التراث العربيّ على مستوى الرؤيا المعرفيَّة والأدوات الإجرائيَّة.
وهكذا لاحظنا أنَّ ثمَّة طرقًا سلكها باحثو تسليم في قراءاتهم الأعمالَ الأدبيَّة، من أجل الوصول إلى استكناه دلالاتها وبنياتها الجماليّة والشكليّة.
وإذا كانت تسليم قد عرّفت نفسَها، وعرّفت بها، معتزّة بأصالتِها، معربة عن نهجها وتنوّعها، فإنَّها إنَّما تريد أن ترسم لقارئها، ولباحثيها أُفُقًا لاحبًا لحريّة المبتنيات النقديَّة، وسلاسة التعبير عنها، ما دام ذلك يوصل إلى قراءة فاعلة وفعّالة تخدم الإنسان أنَّى كان، وأينَ. -
فِي أدَبِيَّةِ خِطَابِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَآلِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) وَخُصُوْصِيَّاتِهِ
مجلد 16 عدد 28 (2023)"الهُوُيَّةُ " وَتَشَكُّلَاتِهَا
من ضرورة العمل الجادّ، أن يسعى الباحث لتطوير الثقافة النافعة والتدليل عليها من خلال الإشارة إلى مُخرَجات الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة التي تركت بصمةً لا تُمحى على جبين الحضارة الإنسانيَّة كان مصدرها الثقلين: كتاب الله تعالى والعترة الأطهار، وإنَّما تقع مسؤوليَّة الحفاظ على هذا الإرث العظيم –للنجاة والهداية- من لدُن الإنسانية جمعاء كونها هُوُيَّتهم الباقية التي إليها ينتمون وبها يُعرفون .
ولا يخفى فإنَّ " الهُويَّة" شأنٌ من شؤون الحضارة لا يحافظ عليها إلَّا من له جذور ضاربة في صرح التاريخ؛ كونها خلعت على معتنقيها عظيم الأوصاف وجلبت لهم عظيم الثناء عليهم، بل لا ينهض بمتطلَّباتها إلّا من نشأ على حبِّ الحقيقة، وأخلص نفسه للمعرفة الصحيحة حتَّى سلك سبيلها رغبةً في إغناء ميادينها كلّها ومعالجة قضاياهما فتشرّب نهجه في تلقّي المعرفة المنسجمة من التراث العربيّ بما يضيء النصَّ بما حوله !
ولكونها أعلى درجةً في قائمة الوجود صارت هي مادَّة البحث ومبتغى الباحث ومدار الدرس لتكون النواة الأولى للتعريف والدلالة، وفي ضوء ذلك جاءت مجلَّة "تسليم" لتكشف عبر موضوعاتها "هُوُيَّتَها" الموشّحة بثقافةٍ جمعت الحُسنَيَيْن لتحمل إليكم ما عهِدَ العالمُ مِنها: فكراً ولغةً وتراثاً وثقافةً غنيةً عريقةً في أصالتها، متجدّدةً في إبداعاتها، فهي رسالة عشق من تسليم إلى كلِّ قارئٍ محبٍّ متعطشٍ لعلوم اللُّغة العربيَّة وآدابها في كلِّ أصقاع الأرض ليلتفَّ حول صفحات "تسليم" التي أثمرت نجاحاً منقطع النظير في جمْع العقول وتوليف الثقافات خدمةً للإنسان وبناءً لمستقبل هو به أجدر.
بل أصبح شغفُ "تسليم" بالاستمرار حقيقةً لما لهذا الاستمرار مِن ترسيخ للهُويَّة في وجدان القارئ، وتجذير له في تربته الثقافيَّة الأصيلة، وها هي تستمرُّ في بثّ النور في كلِّ الأرجاء مستمدةً حضورها من عراقة نتاجها الفكريّ وامتدادها المعرفيّ.
-
فِي بلاغة خِطَاْبِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَآلِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، وَأُسْلُوْبِيَّتِهِ
مجلد 18 عدد 30 (2024)تَسْلِيْمُ آصِرَةٌ عَرَبِيَّةٌ
هنالك في المسافات البحثيَّة الواعية محطَّاتٌ مضيئةٌ ينعم الباحثون فيها بالضوء والحضور حتَّى يصلوا إلى آخر المشوار، يأخذهم الشعور بلذاذة الجهد حين يتكلّل بالفلاح وحالما يكون السعي متحقِّقًا فيه الظفر، وهكذا تظلُّ الأبصار مشدودةً نحو من يتعهَّد مداد هذه الأقلام بالرعاية؛ لذلك يكثر تقصّيهم في البحث عمّا يحمل عبير هذا النتاج الفكريّ ليمثَّل هُويتهم العربيَّة الأصيلة حتَّى يتّجه اليراع نحو أصولها مستلهمةً وجودها في رحاب "اللُّغة العربيَّة" مدوّنين أصالة هذا الانتماء في صحائفَ شَهِد لها الوسط الثقافيّ الأكاديميّ العربيّ اعتدالها المعرفيّ وإخلاصها للتراث وحبَّها للعربيَّة ورؤيتها الإسلاميَّة واعتزازها بإرث النبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم) وآله (عليهم السلام) فما كان منهم إلَّا أن يجدوا ضالَّتهم في مجلَّة "تسليم" كونها شاملةً لهذه المطامح وملبِّيةً لمنهاج البحث العلميّ الرصين توجُّهًا فكريًّا ووعيًا علميًّا، وهي تحصي بلاغة "اللُّغة العربيَّة" وتكشف عن عماد عبقريَّتها وشمولها وثرائها فاصحةً عن غزارة مفرداتها فضلًا عن غناها المعرفيّ، ومحافظتها على الخطاب العلميّ النافع في توازن بين تراث علمائها وما تشهده من تطورٍ كونه أحد أسرار ديمومتها، فهي مرآة الحضارة وملهمة الأجيال كونها من أعظم اللُّغات في تاريخ البشريَّة حتَّى صاغت أُطُرَها ومضمونها بعبقريَّة نادرة ذات عمق دلاليٍّ تتعانق متونه مع هوامشه في أروع خطابٍ فكريّ عربيّ إسلاميّ قوامه (القرآن الكريم والأحاديث النبويَّة وما جاد به العطاء العلويّ) كما تضطلع أبحاثهم بإضافاتها وهي تنتهلُ من هذا المورد العذب؛ ولكونها –كذلك- تزاحمت أصواتها الأكاديميَّة من جامعاتنا العراقيَّة والجامعات العربيَّة من مختلف جنسياتها لتمدَّ وصالها المعرفيَّة، لتسجّل الوجود البحثيّ العربيّ في ظلِّ مجلَّة (تسليم) وتترجمه في مشهدٍ وضّاء بين دفتيها يَشعُّ أُلفةً و أخوّةً وإبداعًا عربيًّا يُعيدُ إلى الأذهانِ ما كان عليه الأجدادُ الأفذاذُ.
-
فِي التَّسْلِيمِ لِمدِيْنَةِ الْعِلْمِ وَأبْوَابِها خِطَابُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ (عليهم السلام) فِي البِنَاءِ وَالأَدَاءِ
مجلد 13 عدد 25 (2023)تسليم "تاج التآخي الثقافيّ"
إنّ النجاحَ الذي حقّقتهُ مجلّةُ "تسليمُ" في إطلاقِ العديدِ من الإصداراتِ المهمّةِ خلالَ السنواتِ الأخيرةِ السابقةِ كانَ بفضلِ التعاونِ الدؤوبِ والتنسيقِ المستمرِّ معَ العديدِ من الأقلامِ المعنيّةِ بالشأنِ الثقافيِّ والأكاديميِّ من مختلفِ البلدانِ العربيّةِ، فكانتْ بذلكَ تاجًا للتسامحِ المعرفيِّ راجيةً في أن تشاركَ بتأطيرِ ملامحِ المشهدِ الثقافيّ والعلميِّ في الوطنِ العربيِّ وإغنائهِ، والعملُ على تطويرهِ في ضوءِ فتحِ آفاقَ التعاونِ الفكريِّ الأكاديميِّ مع الجامعاتِ العربيّةِ.
وبسببٍ من هذا، ولديمومةِ التواصلِ، فقد أصبحتْ "تسليمُ" واقعًا رفيعًا ملموسًا وحيًّا، ومؤثّرًا؛ إذ أحدثت أثَرًا ما في ذات قارئِها، العراقيّ والعربيّ، معبّرةً عن وعي هُويّتهِ ومعتقدهِ؛ مناشدةً فيهِ حرصَهُ على تراث أمتهِ ولغتهِ من طريقِ عنايتها بذاتهِ الأصل، والعودةِ إليها، فهي الحلُّ الأمثلُ بالنسبةِ إلى كلِّ إنسانٍ يبحثُ عن حقيقةِ الواقعِ وهي تقدّمُ رؤىً من مصدرِها العذبِ، كذلكَ فيها دعوةٌ لأنْ ينطلقَ الفردُ من الذاتِ، ويُصَحِّحَ علاقَتَهُ بباقي مفرداتِ الوجودِ لينعمَ بواقعٍ أفضلٍ، إذ إن العلاقةَ بينَ الفردِ والآخرِ ما هي إلّا صورةُ العلاقةِ بينَ الفردِ وذاتِهِ، وعلاقةُ الأمةِ بالأممِ الأخرى إن هي إلّا صورةُ علاقتِها بذاتِها، والمقصودُ بالعودةِ إلى الذاتِ هي العودةُ إلى الثقافةِ التي نشأتْ فيها الذاتُ، وليستِ الثقافةُ التي فُرِضَتْ عليهِ من الخارجِ على أيدي هجماتٍ غربيِّةٍ مخرِّبةٍ، إذ العودةُ إلى الذاتِ هي عودةٌ إلى ثقافةٍ تمتدُّ عمقًا في التاريخِ، وتعتمدُ على مرجعيّةٍ كُلّيِّةٍ تحكُمُها، هي العقيدةُ الإسلاميةُ وتراثُ أهلِ البيتِ الأبرارِ.
ولا شكَّ فإنَّ "تسليم" خصّصت لهذا التراث العربي الإسلاميّ الحظَّ الأوفرَ، واستهدفتْهُ لما فيه من بؤرِ توحّد ومؤاخاة، ولما فيه من إشعاعاتٍ كونيّةٍ تستهدفُ الإنسانَ للارتقاءِ به إلى حيثُ أرادتْ لهُ رسالةُ الإسلامِ السمحةِ.
إنَّ طموحَ أسرةِ تحريرِ المجلَّة كبيرٌ في نشرِ الفكرِ والمحبَّةِ والمؤاخاةِ والتسامحِ، لتعكسَ بشكلٍ حضاريٍّ صورةَ ماضي العربيِّ الإسلاميِّ الأصيلِ لحضارتِنا الغاليةِ وأرضِنا التي نُحِبُّ، على أملِ أن يتكلّلَ مسعانا هذا بالنجاحِ والتقدّمِ والاستمرارِ، وهي بهذا المسعى والعطاءِ تُعَدُّ صرحًا تضافرتْ فيه قِيَمُ رسوخِ المعنى وعمقُ الخطابِ بما حملَ من أفكارٍ ورؤى لمتابعة المعاييرِ التي أفرزَتْهَا بجمالٍ باذخٍ، وفي ضوء تخصّصِها المعلَنِ، ودون الحيادِ عن هُويَّتِهَا في اللُّغةِ العربيِّة وآدابِها.
وإذ تُعلنُ مجلَّةُ تسليم عن رؤيتِها واعتزازِها بهُويّتِها، وملمحِ انتمائِها، وتُعلنُ عن غِبْطَتِهَا بِهَذِهِ الشراكةِ مع الأقلامِ العربيِّةِ التي رافقتْ مشروعَها الفكريِّ والثقافيِّ، فإنَّها تُعلن بدءًا من هذا العدد، بأنَّها ستَخرُجُ على الملأِ بنحوٍ جديدٍ، معلنةً، عن ظهورٍ منفردٍ ستسيرُ عليه في أعداد هذا العام ؛ متحرّرةً من ظروفٍ حَكَمَتْهَا في الأعداد السابقة ذوات الإخراجِ العدديِّ المزدوجِ؛ محافظةً على نهجِها بتخصيصِ كلِّ عددٍ بملف عُنوانُه: (مدينةُ العلمِ وأبوابُها)..
فضلاً عن محافظتِها على نهجِها العام بتخصيصِ باقي الأبحاثِ لميادين اللُّغةِ والأدبِ، مواكِبةً لافتةً عنوانَها، ملتصقةً به: (مجلّةٌ متخصّصةٌ في اللُّغةِ العربيّة وآدابِها)...
وإذ تُعلنُ (تسليم) عن ملمحٍ علميٍّ فارق لها، وتُعلنُ عن ظهورٍ فنّيٍّ جديدٍ؛ لذا يَسُرُّ هيأةَ تحريرِها أن تُجدّدَ دعوتَها للباحثينَ الأكاديميينَ العربِ بتخصّصاتِها جميعِها، لدوام الحضورِ والمشاركةِ، وهي تُشرِعُ أبوابَها للجميعِ لتؤكّدَ لهم حرصَها، وبرعايةٍ كريمةٍ من العتبةِ العباسيّةِ المقدّسَةِ، على تبنّي المشروعاتِ التي تَهمُّ الإنسانَ فكريًّا وبما يحقّقُ لهُ وجودًا معرفيًّا آمنّا. -
فِي خِطَابِ النَّبِيِّ الأكْرَمِ وَأهْلِ بَيْتِهِ (صَلَوَاْتُ اللَّهَّ عَلَيْهِمُ ) قِرَاءَة فِي المَفَاهِيْمِ وَالسِّيَاقَاْتِ
مجلد 15 عدد 27 (2023)"الاختلاف"
كلمة في صميم العمل البحثي النادر الذي ينتهي بمضامينه إلى البقاء عبر "بصمة" ينهج الآخرون مسراها ويطمحون بسعيهم للفوز بمثلها؛ كونها مغنمًا لكلِّ من قصد عالم الحرف بل يصطفيها الباحثون لفرادة جوهرها ونصاعة ما انتهت إليه من عطاء فصارت منارًا فكريًّا، وهكذا يظلُّ أربابُ البحث في سعي للوصول إلى سرِّ ديمومة هذا الحضور الذي يقصده الباحثون من دون كلل أو ملل ، لهذا قصدها السابقون الأوائل موجِّهينَ علمهم ومسخِّرينَ جهدهم رغبةً في وسم نتاجاتهم بــ"الاختلاف"؛ بوصفها فضيلةً اقتناها العلماء فقالت بها أبحاثهم واستكشافاتهم حتَّى رسموا للقادمين مسارًا مقنعًا للحدو في طريقه وإن قلَّ سالكوه؛ لندرة نوعيّته وصعوبة خوض مساربه المتعدّدة فضلًا عمّا يحتاجه من الصبر والمزيد من الإرادة.
ولا يخفى فــ" الاختلاف" لا "الخلاف" يتأتَّى عبر مجسَّات خاصَّة يجود بها الوعي المختلف فيترشَّح عنه الجدَّة في الطرح وعبره يمكن الإمساك بمفاتيحَ معرفيَّةٍ توارت عن الأنظار المتطابقة في قراءتها واستنتاجاتها، لذلك سعت مجلَّتنا إلى "الاختلاف" بين ما يُوجب التَّفريق بالضَّرورة بين خصوصيَّة نتاجها الفكريّ وبيان مدى الصلاح والفلاح في مضمون الموضوعات المختارة، ليبقى مقصد "المعرفة" الهادفة الإطارَ الأَوسع مع كلِّ ما له من روافدَ فكريَّةٍ، وبهذا السعي إنَّما تشكّل النَّواة الَّتي تعطي للنتاج ملامحه الناصعة وتفاصيله الدَّقيقة، وفي مضمونها تتبادل الأدوار معانيها لكي يتهيَّأَ للأَذهان عراقة الامتداد نحو مستقبلٍ يقصده الباحثون .
وهكذا حتَّى تترشَّح تجلّيات الخطاب المعرفيّ الثَّقافي ما بين الفرديِّ والجمعيِّ ، ولا يخفى أنَّ مجلة ( تسليم) وهي تقصد سبيل "الاختلاف" في موضوعاتها المتنوّعة، وهي إنَّما تثير جملةً من الأَسئلة المهمَّة الَّتي يمكن لها أَن تتوالد أَيضاً، وتقود إلى أَسئلة أُخرى، في محاولة للإجابة على أَسئلة مهمَّةٍ عن مفاهيم الوعي ، ومعنى الهُويَّة، ومآلاتها، ودور المثقَّف في الدِّفاع عن مضامينها، بل قدرة المثقَّف على استيعاب أَبعادها، وإفراز وعي مضادّ، وذلك الخطُّ الدَّقيق بين الوعي، والوعي المضادّ، وجغرافيا التَّاريخ، وتاريخ الجغرافيا، ودلالات الفكر، وحرب هُويَّة الوجود.. إلخ.
-
خِطَابُ أَصْحَابِ الكِسَاءِ مِنْ تَنَوُّعِ المَبَانِِي إلََى فُيُوْضَاتِ المَعَانِِي، القَرَائِنُ وَالمُوَجِّهَاتُ
مجلد 17 عدد 29 (2024)(تَسْلِيْمُ): نحو شراكةٍ أكاديميَّةٍ
يجمعنا و(مركزَ العميد الدَّوليّ للبحوث والدِّراسات) أكثرُ من جامع؛ منها حملُنا للاسم ذاته (العميد)، وتشرُّفُنا كلينا بالانتماء إلى الحاضنة نفسها (العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة)، ومن ثَمّ إيمانُنا كلينا بالرؤية والرسالة والأهداف ذاتها، وسعيُنا كلينا إلى تمثُّلِها وترجمتها عمليًّا في كلِّ ما يصدر عنَّا.
لذلك، فكان متاحًا علينا_ بفعل هذه المشتركات بيننا_ أن نتبنَّى وليدَ ذلك المركز (مجلَّة تسليم)، ونتشارك في إصدارِها، وأن نسعى صوب ذلك، ونلتمس له وسائله، مع وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ (وهي الجهة التي منحت ثقتها لـ "تسليم"، واعتمدها في كلِّ مؤسَّساتِها) وهي جهةُ إجازتِنا الأكاديميَّةِ الرسميَّةِ وجِهةُ الاعترافِ الرَّسميِّ بنا.
فكان لنا، ما سعينا له، فصارت "تَسْلِيْم" (ابنة) العميدِ (جامعةً) و(مركزًا)، وكأنَّما وزّعت (تَسْلِيْم) إبداعها وقسّمته في (جسمين) يُطِلَّان على الجمهور بالاسم نفسه (العميد).
وتأتي هذه الخطوةُ إيمانًا من الطرفين، بأنَّ أيَّةَ شراكةٍ فكريَّةٍ علميَّةٍ ستعود على الشريكين بمنافعَ جمَّةٍ وفوائدَ لا تحصى.
فضلًا عن كون هذه الخطوة، ترجمة عمليَّة لإيمانٍ راسخٍ بالتعدُّديَّة في الرأي، وتعدّد زوايا النظر إلى الموضوع الواحد، ولأنَّنا نتحدَّثُ عن شريكين ينتمي كلٌّ منهما إلى وسطٍ ثقافيٍّ وفكريٍّ نوعيٍّ، وأنَّ لهذا الطرف جمهوره وقرَّاءه، ولذاك جمهور وقرَّاء.. فالشراكة ستكون في صميمِ التنوّعِ الثقافيِّ والتلاقحِ الفكريِّ، مثلما أنَّ للطرف الأوَّل جمهوره داخل البلاد وخارجه، وأنَّ للطرف الثاني جمهوره في الجهات الأربع، وسيكون لهذه الشراكة آثارٌ في وصول المجلَّةِ إلى الجمهورَينِ، وتناولها في أيدي قرَّاء متوزِّعينَ على خرائطَ شتَّى.
فضلًا عمَّا ينتج عن الشراكة، من الظهور على الملأ بإرثٍ مزدوجٍ هو حصيلٌ فكريٌّ وثمرةٌ لسيرة الطرف الأوَّل، وما علق في أذهان الجمهور من تاريخه ونتاجه، مع حصيل الطرف الثاني وثمرة سيرته، وما علق في إذهان جمهوره من تاريخه ونتاجه.
ظَلّ أن نقولَ، أنَّ ما تحمله جامعةُ العميدِ من رؤيةٍ علميَّةٍ يُملي عليها ألَّا تقفَ عند حدٍّ، وأنَّ طموحَها العلميَّ فضاءٌ مفتوحٌ؛ لذلك لم تكتفِ بما تُصدره من مجلَّةٍ علميَّةٍ محكَّمةٍ، هي (مجلَّة العميد للأبحاث الطبيَّة والعلوم الصِّحِّيَّة) لذلك سعت إلى ثانية هي (تَسْلِيْم) تُعنى باللُّغة العربيَّة وآدابِها، وتلوح في الأفق ثالثةٌ ورابعةٌ، ونطمح أن نغطّيَ التَّخصُّصاتِ جميعَها.. وطموحٌ كهذا مشروعٌ؛ إيمانًا منَّا بأنَّ البحثَ العلميَّ يمثِّل في رؤيتنا إحدى الركائزَ الأساسيَّة للتعليم الجامعيّ، ويُعَدُّ من المصادر الرئيسة لتطوير المجتمع في شتَّى مجالاتِ الحياة، والتمسُّك بالقيم وتعزيزِها والمحافظةِ على هُويَّتِهِ الَّتي يعتزُّ بها..
ولأنَّ لغتَنا مقوِّمٌ رئيسٌ من مقوّمات هُوِيَتِنا، وقبل ذلك هي لغةُ كتابِنا السماويِّ المقدَّسِ (القرآن الكريم) فقد اصطفاها الله سبحانه من بين لغات العالم لتكونَ لغةَ كتابِهِ المجيدِ الخالدِ {إنَّا أنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُوْن} (يوسف ٢)، ومن ثَمَّ فهي لغةُ الإسلامِ، والأحاديثِ النَّبويّةِ الشَّريفةِ وهي مقوّماتُ هُويتِنا الإنسانيَّةِ والعربيَّةِ، ومفتاحُ الثقافةِ الإسلاميَّةِ والعربيَّةِ الَّتي نعتزُّ بها ونفخر..
أ.د. جودت نوري الجشعميّ
رئيس جامعة العميد