![]() |
الاهداف ونطاق البحث | |
![]() |
ارسال البحث | |
![]() |
تحميل نموذج بحث | |
![]() |
اخلاقيات النشر | |
![]() |
هيئة التحرير |
مجلد 21 عدد 33 (2025): (من مجالات النصية إليها) دراسات في التركيب والبنية والسياق

التنوّعُ مقصدًا لثراء معرفيٍّ
مفهومٌ متعدّد الغايات والمضامين به يُدرك الإنسانُ غيرَه فهو ينطوي على اتّساع يبلغ الغاية، وشمول يجتلب الفائدة شريطة أن يُوسم بالثراء الهادف فكريًّا ومعرفيًّا وإنسانيًّا، وبهذا يظلُّ "التنوّعُ"؛ أهمَّ روافد المعرفة الإنسانيّة؛ كونه يضمن للمرء التعرّف على عديد الاحتمالات، وبه يطّلع على الحقائق المختلفة، فتبدأ خطواته تمضي نحو التحليل والبحث والتّقصِّي؛ لهذا من نافلة القول لا بدَّ بأنَّ النتاج العلميّ الجادّ يجب أن ينماز بالتنوّع، وأن تتضمّن موضوعاته شتَّى المشتركات المعرفيَّة ومتناقضاتها، وهذا ما يفتح باب الحوار الفاعل ويرتقي بالتجربة الإنسانيّة إلى أن تمضي نحو مختلف المعارف وتدفع بها نحو مساحة تلتقي فيها الأفكار بمختلف توجُّهاتها لتكشف عن مضمون خلاصاتها البحثيّة وجدواها، ولعلّها قصدت المبتغى كونها ترسّخ قيم التبادل المعرفيّ و تكشف عن دلالات إنسانيَّة، تراثيَّة وأدبيَّة وفكريَّة.
وما سوقنا لهذه الأسطر إلَّا لأجل التعريف بموضوعات مجلَّتنا "تسليم" التي انمازت بهذا التنوّع وكانت تجهد خطواتها للحصول على هذا الانمياز الذي تلتقي الأواصر الأكاديميَّة العربيَّة فيه كما تفسح المجال للمعرفة في أن تأخذ مسارها نحو التنوُّع الثقافيّ والتعدُّد الحضاريّ لاغتنام المقاصد الفكريَّة التي تنتخبها الأبحاث الموسومة بعمق الدلالة ورصانة الاستنتاج، فكانت المشاركات متنوِّعة تعدّدت فيها روافد المعرفة والتقت غاياتها نحو المشاركة بأبحاث علميّة رصينة لتأتي موافقةً لاشتراطات مجلَّتنا المحكَّمة وبما يتطلَّبها منهاج البحث العلميّ الأكاديميّ واشتراطاته؛ إذ للتّنوع مذهبٌ يقوم على استقصاء العلم وشمول المعرفة في حقولٍ تنتمي إلى سائر تخصّصات الآداب والعلوم فضلًا عن أنَّ التنوّع ينتقل بالثقافة الدّارجة نحو ثقافة راقية ومن مؤتلف إلى مختلف بل تزيد من تسويغها نحو التمركز، وهذ هو مسعى مجلَّة "تسليم" من خلال إقامة جسور التواصل المعرفيّ قصدًا لغايات فكريّة تنحاز لخط الأكاديميَّة العلميَّة نحو اكتناز أبحاث علميّة رصينة تضمن تشارك الهُويَّة العلميَّة؛ لتفصح عن تجربة حيّة حقيقيّة أسهم في صناعتها الباحثون من أصقاع شتَّى ومجالات معرفيَّة شتَّى، ورؤى شتَّى لاستشراف آفاق المستقبل العلميّ حتَّى عدَّ الباحثون "تسليم" فضاءً ثقافيًّا، وغدت بهذا المسمّى بسبب ما برّزته من تعدّديتها المعرفيّة والأكاديميّة العلميّة وبما كشفته عن أصالة التوجّهين في ترسيخ الوعي، ولعلَّ المطّلع على موضوعات "المجلَّة" يلمس بوضوح تنوّع موضوعاتها في كلِّ عدد من أعدادها التي تجاوزت (30) عددًا.