مجلد 13 عدد 25 (2023): فِي التَّسْلِيمِ لِمدِيْنَةِ الْعِلْمِ وَأبْوَابِها خِطَابُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ (عليهم السلام) فِي البِنَاءِ وَالأَدَاءِ

					معاينة مجلد 13 عدد 25 (2023): فِي التَّسْلِيمِ لِمدِيْنَةِ الْعِلْمِ وَأبْوَابِها خِطَابُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ (عليهم السلام) فِي البِنَاءِ وَالأَدَاءِ

تسليم "تاج التآخي الثقافيّ"
إنّ النجاحَ الذي حقّقتهُ مجلّةُ "تسليمُ" في إطلاقِ العديدِ من الإصداراتِ المهمّةِ خلالَ السنواتِ الأخيرةِ السابقةِ كانَ بفضلِ التعاونِ الدؤوبِ والتنسيقِ المستمرِّ معَ العديدِ من الأقلامِ المعنيّةِ بالشأنِ الثقافيِّ والأكاديميِّ من مختلفِ البلدانِ العربيّةِ، فكانتْ بذلكَ تاجًا للتسامحِ المعرفيِّ راجيةً في أن تشاركَ بتأطيرِ ملامحِ المشهدِ الثقافيّ والعلميِّ في الوطنِ العربيِّ وإغنائهِ، والعملُ على تطويرهِ في ضوءِ فتحِ آفاقَ التعاونِ الفكريِّ الأكاديميِّ مع الجامعاتِ العربيّةِ.
وبسببٍ من هذا، ولديمومةِ التواصلِ، فقد أصبحتْ "تسليمُ" واقعًا رفيعًا ملموسًا وحيًّا، ومؤثّرًا؛ إذ أحدثت أثَرًا ما في ذات قارئِها، العراقيّ والعربيّ، معبّرةً عن وعي هُويّتهِ ومعتقدهِ؛ مناشدةً فيهِ حرصَهُ على تراث أمتهِ ولغتهِ من طريقِ عنايتها بذاتهِ الأصل، والعودةِ إليها، فهي الحلُّ الأمثلُ بالنسبةِ إلى كلِّ إنسانٍ يبحثُ عن حقيقةِ الواقعِ وهي تقدّمُ رؤىً من مصدرِها العذبِ، كذلكَ فيها دعوةٌ لأنْ ينطلقَ الفردُ من الذاتِ، ويُصَحِّحَ علاقَتَهُ بباقي مفرداتِ الوجودِ لينعمَ بواقعٍ أفضلٍ، إذ إن العلاقةَ بينَ الفردِ والآخرِ ما هي إلّا صورةُ العلاقةِ بينَ الفردِ وذاتِهِ، وعلاقةُ الأمةِ بالأممِ الأخرى إن هي إلّا صورةُ علاقتِها بذاتِها، والمقصودُ بالعودةِ إلى الذاتِ هي العودةُ إلى الثقافةِ التي نشأتْ فيها الذاتُ، وليستِ الثقافةُ التي فُرِضَتْ عليهِ من الخارجِ على أيدي هجماتٍ غربيِّةٍ مخرِّبةٍ، إذ العودةُ إلى الذاتِ هي عودةٌ إلى ثقافةٍ تمتدُّ عمقًا في التاريخِ، وتعتمدُ على مرجعيّةٍ كُلّيِّةٍ تحكُمُها، هي العقيدةُ الإسلاميةُ وتراثُ أهلِ البيتِ الأبرارِ.
ولا شكَّ فإنَّ "تسليم" خصّصت لهذا التراث العربي الإسلاميّ الحظَّ الأوفرَ، واستهدفتْهُ لما فيه من بؤرِ توحّد ومؤاخاة، ولما فيه من إشعاعاتٍ كونيّةٍ تستهدفُ الإنسانَ للارتقاءِ به إلى حيثُ أرادتْ لهُ رسالةُ الإسلامِ السمحةِ.
إنَّ طموحَ أسرةِ تحريرِ المجلَّة كبيرٌ في نشرِ الفكرِ والمحبَّةِ والمؤاخاةِ والتسامحِ، لتعكسَ بشكلٍ حضاريٍّ صورةَ ماضي العربيِّ الإسلاميِّ الأصيلِ لحضارتِنا الغاليةِ وأرضِنا التي نُحِبُّ، على أملِ أن يتكلّلَ مسعانا هذا بالنجاحِ والتقدّمِ والاستمرارِ، وهي بهذا المسعى والعطاءِ تُعَدُّ صرحًا تضافرتْ فيه قِيَمُ رسوخِ المعنى وعمقُ الخطابِ بما حملَ من أفكارٍ ورؤى لمتابعة المعاييرِ التي أفرزَتْهَا بجمالٍ باذخٍ، وفي ضوء تخصّصِها المعلَنِ، ودون الحيادِ عن هُويَّتِهَا في اللُّغةِ العربيِّة وآدابِها.
وإذ تُعلنُ مجلَّةُ تسليم عن رؤيتِها واعتزازِها بهُويّتِها، وملمحِ انتمائِها، وتُعلنُ عن غِبْطَتِهَا بِهَذِهِ الشراكةِ مع الأقلامِ العربيِّةِ التي رافقتْ مشروعَها الفكريِّ والثقافيِّ، فإنَّها تُعلن بدءًا من هذا العدد، بأنَّها ستَخرُجُ على الملأِ بنحوٍ جديدٍ، معلنةً، عن ظهورٍ منفردٍ ستسيرُ عليه في أعداد هذا العام ؛ متحرّرةً من ظروفٍ حَكَمَتْهَا في الأعداد السابقة ذوات الإخراجِ العدديِّ المزدوجِ؛ محافظةً على نهجِها بتخصيصِ كلِّ عددٍ بملف عُنوانُه: (مدينةُ العلمِ وأبوابُها)..
فضلاً عن محافظتِها على نهجِها العام بتخصيصِ باقي الأبحاثِ لميادين اللُّغةِ والأدبِ، مواكِبةً لافتةً عنوانَها، ملتصقةً به: (مجلّةٌ متخصّصةٌ في اللُّغةِ العربيّة وآدابِها)...
وإذ تُعلنُ (تسليم) عن ملمحٍ علميٍّ فارق لها، وتُعلنُ عن ظهورٍ فنّيٍّ جديدٍ؛ لذا يَسُرُّ هيأةَ تحريرِها أن تُجدّدَ دعوتَها للباحثينَ الأكاديميينَ العربِ بتخصّصاتِها جميعِها، لدوام الحضورِ والمشاركةِ، وهي تُشرِعُ أبوابَها للجميعِ لتؤكّدَ لهم حرصَها، وبرعايةٍ كريمةٍ من العتبةِ العباسيّةِ المقدّسَةِ، على تبنّي المشروعاتِ التي تَهمُّ الإنسانَ فكريًّا وبما يحقّقُ لهُ وجودًا معرفيًّا آمنّا.

منشور: 2023-03-31

إصدار كامل