مجلد 17 عدد 29 (2024): خِطَابُ أَصْحَابِ الكِسَاءِ مِنْ تَنَوُّعِ المَبَانِِي إلََى فُيُوْضَاتِ المَعَانِِي، القَرَائِنُ وَالمُوَجِّهَاتُ

					معاينة مجلد 17 عدد 29 (2024): خِطَابُ أَصْحَابِ الكِسَاءِ مِنْ تَنَوُّعِ المَبَانِِي إلََى فُيُوْضَاتِ المَعَانِِي، القَرَائِنُ وَالمُوَجِّهَاتُ

(تَسْلِيْمُ): نحو شراكةٍ أكاديميَّةٍ

يجمعنا و(مركزَ العميد الدَّوليّ للبحوث والدِّراسات) أكثرُ من جامع؛ منها حملُنا للاسم ذاته (العميد)، وتشرُّفُنا كلينا بالانتماء إلى الحاضنة نفسها (العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة)، ومن ثَمّ إيمانُنا كلينا بالرؤية والرسالة والأهداف ذاتها، وسعيُنا كلينا إلى تمثُّلِها وترجمتها عمليًّا في كلِّ ما يصدر عنَّا.

لذلك، فكان متاحًا علينا_ بفعل هذه المشتركات بيننا_ أن نتبنَّى وليدَ ذلك المركز (مجلَّة تسليم)، ونتشارك في إصدارِها، وأن نسعى صوب ذلك، ونلتمس له وسائله، مع وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ (وهي الجهة التي منحت ثقتها لـ "تسليم"، واعتمدها في كلِّ مؤسَّساتِها) وهي جهةُ إجازتِنا الأكاديميَّةِ الرسميَّةِ وجِهةُ الاعترافِ الرَّسميِّ بنا.

فكان لنا، ما سعينا له، فصارت "تَسْلِيْم" (ابنة) العميدِ (جامعةً) و(مركزًا)، وكأنَّما وزّعت (تَسْلِيْم) إبداعها وقسّمته في (جسمين) يُطِلَّان على الجمهور بالاسم نفسه (العميد).

وتأتي هذه الخطوةُ إيمانًا من الطرفين، بأنَّ أيَّةَ شراكةٍ فكريَّةٍ علميَّةٍ ستعود على الشريكين بمنافعَ جمَّةٍ وفوائدَ لا تحصى.

فضلًا عن كون هذه الخطوة، ترجمة عمليَّة لإيمانٍ راسخٍ بالتعدُّديَّة في الرأي، وتعدّد زوايا النظر إلى الموضوع الواحد، ولأنَّنا نتحدَّثُ عن شريكين ينتمي كلٌّ منهما إلى وسطٍ ثقافيٍّ وفكريٍّ نوعيٍّ، وأنَّ لهذا الطرف جمهوره وقرَّاءه، ولذاك جمهور وقرَّاء.. فالشراكة ستكون في صميمِ التنوّعِ الثقافيِّ والتلاقحِ الفكريِّ، مثلما أنَّ للطرف الأوَّل جمهوره داخل البلاد وخارجه، وأنَّ للطرف الثاني جمهوره في الجهات الأربع، وسيكون لهذه الشراكة آثارٌ في وصول المجلَّةِ إلى الجمهورَينِ، وتناولها في أيدي قرَّاء متوزِّعينَ على خرائطَ شتَّى.

فضلًا عمَّا ينتج عن الشراكة، من الظهور على الملأ بإرثٍ مزدوجٍ هو حصيلٌ فكريٌّ وثمرةٌ لسيرة الطرف الأوَّل، وما علق في أذهان الجمهور من تاريخه ونتاجه، مع حصيل الطرف الثاني وثمرة سيرته، وما علق في إذهان جمهوره من تاريخه ونتاجه.

ظَلّ أن نقولَ، أنَّ ما تحمله جامعةُ العميدِ من رؤيةٍ علميَّةٍ يُملي عليها ألَّا تقفَ عند حدٍّ، وأنَّ طموحَها العلميَّ فضاءٌ مفتوحٌ؛ لذلك لم تكتفِ بما تُصدره من مجلَّةٍ علميَّةٍ محكَّمةٍ، هي (مجلَّة العميد للأبحاث الطبيَّة والعلوم الصِّحِّيَّة) لذلك سعت إلى ثانية هي (تَسْلِيْم) تُعنى باللُّغة العربيَّة وآدابِها، وتلوح في الأفق ثالثةٌ ورابعةٌ، ونطمح أن نغطّيَ التَّخصُّصاتِ جميعَها.. وطموحٌ كهذا مشروعٌ؛ إيمانًا منَّا بأنَّ البحثَ العلميَّ يمثِّل في رؤيتنا إحدى الركائزَ الأساسيَّة للتعليم الجامعيّ، ويُعَدُّ من المصادر الرئيسة لتطوير المجتمع في شتَّى مجالاتِ الحياة، والتمسُّك بالقيم وتعزيزِها والمحافظةِ على هُويَّتِهِ الَّتي يعتزُّ بها..

ولأنَّ لغتَنا مقوِّمٌ رئيسٌ من مقوّمات هُوِيَتِنا، وقبل ذلك هي لغةُ كتابِنا السماويِّ المقدَّسِ (القرآن الكريم) فقد اصطفاها الله سبحانه من بين لغات العالم لتكونَ لغةَ كتابِهِ المجيدِ الخالدِ {إنَّا أنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُوْن} (يوسف ٢)، ومن ثَمَّ فهي لغةُ الإسلامِ، والأحاديثِ النَّبويّةِ الشَّريفةِ وهي مقوّماتُ هُويتِنا الإنسانيَّةِ والعربيَّةِ، ومفتاحُ الثقافةِ الإسلاميَّةِ والعربيَّةِ الَّتي نعتزُّ بها ونفخر..

أ.د. جودت نوري الجشعميّ
رئيس جامعة العميد

منشور: 2024-03-31

إصدار كامل

Articles